إنطلقت فعاليات المعرض في يومه الثاني بسلسلة من الندوات والنشاطات الثقافية ومروحة من تواقيع الكتب، كان أبرزها ندوة بعنوان “إحتفالية بيروت عاصمة الإعلام العربي:هنا بيروت الريادة والمستقبل” بحضور حشد من الشخصيات وأهل الإعلام تقدَّمَهم وزير الإعلام زياد مكاري مُمثّلاً بمستشارته أليسار الدنفي، ونقيب محرري الصحافة جوزيف قصيفي ورئيس تحرير جريدة اللواء صلاح سلام، ورئيسة النادي الثقافي العربي السيدة سلوى السنيورة بعاصيري، وكل من الإعلامييّن ريتا نجيم رومية وجورج صليبي وماجدة داغر، بمواكبة موسيقية للدكتور هياف ياسين وتقديم الصحافي شادي معلوف
وزير الإعلام أكّد في كلمته أنّ بيروت ستبقى وجها للاعلام العربي من خلال مؤسساته الإعلامية كافّة. أمّا رئيسة النادي فاعتبرت أنّ الإعلام في لبنان أصبح شاهدًا وشهيدًا من خلال الاعلاميين والمراسلين الذين يقدمون رسالتهم في سبيل بقاء الإعلام اللبناني الوجهَ الثقافي لبيروت التي كانت وستبقى عاصمة الإعلام في تاريخها المعاصر مؤكدةً على ان عراقة الاعلام في لبنان تمكنه من الالتزام بالتوان والاتزان كما المحافظة على مكانته المعهودة وموضوعيته المأمولة.
وأعلن النقيب قصيفي تبني ما ورد في كلمة رئيسة النادي بشأن الإعلام ودوره ودور بيروت الريادي في هذا المجال، مؤكدًا أنّ حرية الإعلام ستبقى ميزة لبنان
ورأى صلاح سلام أنّ الوقوف على منبر المعرض أحد أبرز الانجازات في الصحافة اللبنانية، متجاوزًا كل التحديات والصعوبات وبالرغم من كل المتغيرات التي حدثت خلال نصف قرن من الزمن، مازال معرض بيروت للكتاب هو الرائد الأول في معارض الكتاب دوليًا
واعتبرت ريتا نجيم: أنّ الاذاعة كانت منذ الخمسينات الحجر الأساس في كل بيت، وما زالت لليوم المنبر الحر للكلمة، إلى جانب التلفزيون
أمّا الإعلامي جورج صليبي فأكدّ بدوره أنّ الإعلام دخل عالم التواصل الالكتروني عبر منصاته، لكنّ الشاشة ستبقى رفيقة البيوت ومصدر الانتاج البيوت، مؤكدًا أنّ بيروت عاصمة الاعلام في تاريخه
وفي مداخلة عبر الفيديو، وجَّه الدكتور العراقي علي الموسوي تحية إلى بيروت قائلاً:”أبارك لكم هذه الدورة وأبارك لبيروت عاصمة الاعلام العربي التي ستبقى منارة الصحافة والأدب. وهذا تحدٍّ واضح في ظل الظروف الصعبة
كما كانت هناك مداخلة أيضًا عبر الفيديو للدكتورة منال العارف من مصر، أشادت فيها ببيروت كعاصمة للإعلام العربي
كذلك أقيمت ندوة بعنوان “أنسنة الإدارة” ناقشت كتاب الدكتور أنور ضو، وتحدّث فيها كل من القاضي زياد شبيب الذي شاركه في إعداد هذا الكتاب، مؤكدًا أنّ ما جرى في غزّة والجنوب عزّز معنى مصطلح أنسنة الإدارة
أمّا الإعلامي رامي الريّس فتناول أهمية الكتاب وما تضمّنه من تجارب للكاتب ضوّ لجهة كيفية التعامل مع “الأنا” لدى الإنسان في هذه الأيام”. وقد تبِع الندوة التي شهدت حضورا مُلفتًا لعدد من الشخصيات السياسية والثقافية والفكرية الوافدة من مختلف المناطق، تقدّمهم وزير التربية عباس الحلبي والنائب هادي أبو الحسن والنائب مارك ضو، حفلَ توقيع الكتاب في جناح دار النهار
وشهدت فعاليات المعرض أيضًا حوارًا مفتوحا مع الفنان رفيق علي أحمد بإدارة الإعلامي والشاعر زاهي وهبي الذي رأى أن معرض بيروت العربي الدولي للكتاب هو علامة فارقة من علامات بيروت، على إختلاف المراحل والأزمنة، كونها عاصمة للثقافة والإبداع والحياة، مُوجِّها التحية لفلسطين وغزة وشهدائها وللصحافة العربية واللبنانية التي قدمت العديد من الشهداء
أمّا الفنان رفيق علي أحمد فتوجه بالشكر للنادي الثقافي العربي على إنجاز هذا المعرض رغم المصاعب التي يمر بها لبنان ، مُعتبرًا أن ميزة الحوار والكتاب في بيروت، أنه يقبل الرأي والرأي الآخر، مُرسِلا التحية للشهداء الذين يكتبون بدمهم تاريخ هذا الوطن لأنهم يدافعون عن كل حجر وبشر ما بين الفرات والنيل. وتحدّث عن تجربته الفنية وإنطلاقته التي كان يريدها عبر الموسيقى والرسم، مُؤكدا أنّ الحل مع العدو الصهيوني هو ما قاله تشي غيفارا “الوطن أو الموت
كذلك عُقدت ندوة لإطلاق كتاب ” لبنان البدايات في سيرة مثقف حداثي” تحدّث فيها كل من نقيب المهندسين السابق جاد تابت والدكتور فواز طرابلسي وأدارتها المهندسة رنا دبيسي
وركّز تابت على العولمة وكيفية ارتباط أراضي جبل لبنان بصناعة الحرير كونه مصدرا للأهالي، كما تطرق إلى الفتنة والقتال الداخلي في البلاد العربية، داعيًا إلى الوحدة والعمل من أجل حلّ الأزمات في البلدان العربية
وقد إختتم نشاط اليوم الثاني بندوة عنوانها”صندوق النقد الدولي والإخفاق في معالجة أزمة لبنان ودور القطاع الخاص في إعادة النهوض الإقتصادي“، تحدّث فيها كلٌّ من رئيس الجمعية اللبنانية الإقتصادية الدكتور منير راشد والأستاذ رمزي الحافظ وأدارتها الاستاذة سلوى السنيورة بعاصيري ومما جاء في كلمتها:”مضى أربع سنوات على خروج الأزمة المالية إلى العلن والحلول ممنوعة بسبب تردي الإقتصاد ومنع المساءلة والمحاسبة وإتساع دائرة الخلافات ودفع الكفاءات إلى الهجرة
ورأى الدكتور راشد أن حلول صندوق النقد الدولي لا تُطبَّق في لبنان ومن المستحيل أن يكون هناك إتفاق مع صندوق النقد، فالمشاورات توقفت بغض النظر عن وضع البلد، والأزمة ليست أزمة إفلاس، إنما أزمة سيولة وثقة، والخلاف الأساسي هو بين الكتل النيابية والأطراف السياسية. أمّا الحل فيكون من خلال حماية الودائع وتحرير صرف الصرف وخصخصة الإدارات العامة وحلّ الضمان الإجتماعي
أمّا الحافظ فقد وافق على ما قاله راشد مُعتبرًا أنّ أساس المشكلة هي السياسة في لبنان. والحكومة اليوم ليس لديها دعم شعبي لكي تتخذ القرارات الصحيحة، لذلك يجب العمل بالبرنامج الإقتصادي الإصلاحي بتمويل من صندوق النقد، والعمل على إعادة الثقة بالمصارف